مقالات

عيد فؤاد يكتب: منظومة الفساد ولعتها نار وأبو ريدة آخر انبهار

انتصر الفساد الإداري في منظومة كرة القدم ونجحت الأغلبية في تحقيق مبتغاها بالحصول على الموافقة بإلغاء الهبوط إلى دوري المحترفين “القسم الثاني” في نهاية الموسم الحالي 2024/2025 مع صعود ثلاث أندية ضمن منهم اثنين بالتواجد مع الكبار الموسم المقبل بالفعل وهما وادي دجلة، والمقاولون العرب، بينما لم تحسم البطاقة الثالثة حتى الآن، ومع تحديد هوية صاحبها سيصبح عدد أندية الدوري الممتاز في الموسم الجديد 2025/2026،( 21 ) فريقا .
يأتي هذا، مجاملة لأندية الإسماعيلي، وغزل المحلة، ومودرن سبورت ،أقرب الأندية في مجموعة البقاء” التسعة” للهبوط .
كان ممثلي الأندية في اجتماع الرابطة الذي عُقد اليوم برئاسة النائب أحمد دياب قد أرجعوا تمسكهم بإلغاء الهبوط بسبب ما تعرضوا له في الموسم الاستثنائي من مشاكل تحكيمية ومادية أثرت على نتائج أنديتهم، وهو أمر يُراد به باطل ولا يَنمْ عن الحقيقة الكاملة، ورغم هذا فلا يمكن أن يكون ما تم الاتفاق عليه في اجتماع اليوم مبررا لإلغاء الهبوط، وخاصة أن رابطة المحترفين التي تدير المسابقة كانت قد أعلنت على حد قولها تمسكها بتنفيذ قرار الهبوط “فريقان” والذي تم الاتفاق عليه قبل انطلاق الموسم الحالي، ولكن اضطرت اللجوء إلى عملية التصويت لحسم هذا الأمر بين الأندية الـ 16 عشر التي حضرت، في حين تغيب عامدا متعمدا عن حضور الاجتماع، ناديي الزمالك، وبيراميدز، وقد صوت 11 ناديا بالموافقة على الإلغاء، بينما امتنعت خمس أندية عن التصويت وهي، إنبي، زد، سيراميكا كليوباترا، فاركو،بتروجيت.
الحقيقة أن ما حدث في اجتماع الرابطة يُعد تمثيلية “مطبوخة” مسبقا تم الاتفاق عليها في ليل بهيم، وكان قد تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام قبل عدة أيام بهدف الإشهار لإسباغ الصبغة القانونية عليه، ثم سيأتي مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بعد ذلك برئاسة هاني أبو ريدة الذي سيكون آخر انبهار، “ويبصم بالعشرة”، “وكأنك يا أبو زيد ما غزيت” !!
الواقع يؤكد على أن مجاملة الإسماعيلي أو غزل المحلة الناديين الجماهيريين، باعتبارهما الفريقان الأقرب للهبوط الى دوري المحترفين في مجموعة البقاء كان واضحا منذ بداية الدور الثاني للدوري الاستثنائي، وخصوصا بعدما ساءت نتائجهما وغيرا أجهزتهما الفنية، وأصبح العلاج أو “الترقيع ” غير مُجدي على الإطلاق، ليتم التحايل على اللوائح وما سبق وتم اقراره في بداية الموسم بموافقة نفس الأندية الـ 18، بإلغائه من خلال استصدار قرارا بإبقاء الوضع على ما هو عليه دون هبوط . !!
شخصيا ..لا أعلم ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن رابطة أندية المحترفين قد تمسكت بقرارها “المحصن” سلفا ورفضت الانصياع لما تم تمريره في اجتماع اليوم، أم أن وجود بعض الحسابات الأخرى للبعض منهم أو لوجود مصالح مشتركة فيما بينهم دفعهم للرضوخ لهذه التمثيلية حتى يستمرون في مقاعدهم أطول فترة ممكنة والكرة المصرية تضرب تقلب !!
لم أفهم حتى الآن لماذا لا نحترم اللوائح التي تم إقرارها سلفا بموافقة جميع الأندية ؟ وكيف تريدون للآخرين أن يحترمونا إذا كنتم تضربون باللوائح والقرارات عرض الحائط !!
يا سادة ..لقد شاهدنا وقرأنا وسمعنا عن هبوط أندية المقاولون العرب بطل أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ثلاث مرات، قبل أن يعود مؤخرا للأضواء بجهده وعرق لاعبيه، وفكر مدربيه، ودعم مجلس إدارته، ومعه عاد وادي دجلة المجتهد، وبقيت البطاقة الثالثة تبحث عن فارسها بالعودة للأضواء واللعب مع الكبار، كما سبق وهبط أندية الأوليمبي، الترسانة، المنصورة، أسوان، دمنهور، وكذلك السكة الحديد أقدم أندية مصر، بل هبط أهلي جدة السعودي ثم عاد مجددا للأضواء ونجح في التتويج بدوري أبطال آسيا للنُخبة، كما هبط “يوفنتوس” بطل الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا الأسبق بعد فضيحة “الكالتشيو بولي” الشهيرة كما تم سحب لقب بطولة الدوري منه في نفس الموسم 2006/2007 وعاد بعدها للدوري الممتاز ولم يحدث شيئا .
وجهة نظري الشخصية، أن هناك فارقا شاسعا بيننا وبين الدول المتقدمة كرويا..هم يتعاملون بشفافية مع الجميع ويطبقون اللوائح والقوانين بحذافيرها على الكبير قبل الصغير، بينما نحن نتعامل بطريقة “علشان خاطري”، خوفا من شعبية وإعلام النادي الفُلاني، أوالنادي العِلاني، والضحية في النهاية هي الكرة المصرية، والدليل جاءنا سريعا بفشل ذريع لجميع منتخباتنا في مراحلها السنية المختلفة على المستوى القاري، حيث لم ننجح في الحصول على كأس الأمم الأفريقية للناشئين تحت 17 بالمغرب عقب خسارتنا من أسود الأطلس 5 /1، رغم صعودنا إلى نهائيات كأس العالم بقطر والتي تقام في الفترة من 3 إلى 27 نوفمبر بمشاركة 48 منتخبا، ثم صعدنا لكأس العالم للشباب تحت 20 سنة في تشيلي، والتي تقام منافساتها في الفترة من 27 سبتمبر وحتى التاسع عشر من أكتوبر القادم بمشاركة 24 منتخبا، وفشلنا في الحصول على كأس الأمم الأفريقية التي ننظمها على ملاعبنا وبين جماهيرنا، مع الوضع في الاعتبار أن صعودنا للمونديال تحقق بالبركة بعد تأهلنا من دور المجموعات كأحسن ثوالث، أضف إلى هذا لم ينس أحد فضيحة منتخبنا الأوليمبي في أولمبياد باريس 2024 بخسارة الميدالية البرونزية عقب الهزيمة التاريخية والمُذلة من المغرب بنصف دستة أهداف نظيفة .
أعتقد أن ما يحدث من انتكاسات للكرة المصرية، بفضل التخبط الإداري الذي يسيطر على المنظومة الفاسدة، والحقيقة إن الله لا يصلح عمل المفسدين.

الساعة نيوز

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى